عرفنا أهمية الفكرة في هذه الحياة، ورأينا كيف يمكن لفكرة واحدة مميزة أن تغير حياة كثير من المجتمعات، لكن:
كيف يمكن أن نطوِّر أفكارنا؟
بل كيف أعرف أن لديَّ فكرةً من الأساس؟
قبل أن تنتقل إلى مرحلة توليد الأفكار، لابد أن تبحث في داخلك عن نقاط تميزك الخاصة، وتعرف تمامًا أيّ المجالات التي تحبها وتهتم بها أكثر من غيرها؛ إذ الإبداعُ غالبًا ما يكون أكبر في المجالات التي تُحفِّز شغفك.
فإنْ اجتمع: الشغف والالتزام .. حتمًا سيتولد الإبداع.
في هذه المرحلة، نحن لا نقول لأنفسنا “لدي وقت فارغ.. هيا لأولّد الأفكار”! ما يأخذنا إلى مرحلة التحضير للفكرة، هو شعورنا بوجود مشكلة، أو احتياج، أو حالة، أو ظاهرة تستحق التفكير لإيجاد حل، أو تفسير لها.
فربما تلمس احتياج الناس أو احتياجك الشخصي لمنتج أو خدمة معينة، وتعتقد لو أن هذا المنتج موجود ستصبح الحياة أسهل وتتحسن الظروف المعيشية. من هنا تنطلق شرارة الفكرة.
وهنا ينبغي أن تأتي الأسئلة الصحيحة في وقتها الصحيح؛ وهي:
الأسئلة كثيرة، وربما لا تمتلك دفعة واحدة كل الإجابات، لكن من المهم أن تبدأ بالإجابة عليها تباعًا لتنعش تفكيرك وإبداعك.
تأكد أنك تسأل الأسئلة الصحيحة، وتجيب عنها بشكل علمي ومنطقي ومنهجي، بعد القيام بعمليات بحث واطلاع.
على سبيل المثال: لاحظتَ أن الناس يشتكون من أن وسائل النقل العام باتت تهدر أوقاتهم، وترتفع تكلفتها، ولا يجدونها مريحة. في المقابل، لا يسمح دخلهم باستخدام الوسائل الخاصة كل يوم، فكيف ستساعدهم؟
اقرأ ثم اقرأ ثم اسأل ثم اقرأ من جديد وكوّن أفكارًا كاملة وإجابات وافية لأهم الأسئلة المتعلقة بالموضوع.
بعد البحث والقراءة، ستتولد بعض الأفكار، وهنا يأتي الدور لاحتضان الفكرة الوليدة الأكثر إبداعًا وقابلية للتطبيق، في جو يتطلب مزيدًا من الاهتمام والجهد.
بمعنى أننا سنأخذ الفكرة المبدئية والعامة، ونضيف إليها خبراتنا وتجاربنا، ونعيد البحث ودراسة البدائل المتاحة.
هذه المرحلة مجهدة لكنها كفيلة بخلق فكرة إبداعية أو إضافة فكرتك إلى آلاف الأفكار التقليدية حول الموضوع.
كلما جمعت معلومات أكثر واختبرت بدائل أكثر، ستزداد الفرصة بالتوصل إلى حلول خارج الصندوق، ورؤية ما لا يراه الآخرون
وأفضل مثالٍ على ذلك ثقة “بيل جيتس”، وهو يمتلك الرؤية الواضحة، والبصيرة غير الاعتيادية عن تاريخ صناعته، وإدراكه إلى أين تتجه مستقبلًا كأنها شيء بسيط وواضح للعيان، إذ يقول:
“إنّ أهداف مايكروسوفت من إنشاء مواصفات قياسيّة لتلك الأجهزة ظلّت نفسها منذ اليوم الأوّل!”
ومثالٌ ثان، في بداية ميلاد الشبكة العنكبوتيّة قام مؤسسها ببناء نظامٍ منفصل لتنظيم البيانات لمدّة عامين، ثمّ لم يستعمله! وإنما أكمل مسيرة البحث في شيءٍ آخر. وهذه هي الصفة المشتركة بين جميع النّاجحين والمبتكرين؛ وهي قدرتهم على البدء من جديد، وتكرار المحاولة!
"قد تكون اللحظة التي تقرر فيها التوقف عن المحاولة هي اللحظة التي تسبق النجاح"
ويتمّ فيها التّوصل إلى الحلول، وخروج الفكرة إلى حيّز الوجود.
هذه المرحلة من قطف الثمار لم تأتِ من فراغ، إنما هي حصيلة خبرات ومعارف امتزجت مع الصبر والمثابرة مع همة عالية حتى جعلت الحل يبدو واضحًا.
وكلما انتقلت من خطوة لأخرى بشكل علمي ممنهج مدروس، كان الحل أكثر واقعية، وأكثر قابلية للتطبيق.
وقد يكون الحل الذي وصلت إليه ليس “الأفضل”، إلا أنه الأكثر “مناسبة” لظروف المشكلة، أو الحالة محل الدراسة.
“دائمًا ابحث عن الحل الأنسب، وليس الحل الأفضل”
لا تنسَ أن تكتب بعض الملاحظات في دفتر ريادة الأعمال الخاص بك، وإليك التدريب الآتي:
فَكِّر في مشكلة أو احتياج ما في محيطك، ذات طابع تجاري، وطبق المراحل الثلاث سابقة الذكر عليها.