كل شخص منّا يحب أن يقتدي بقصص الناجحين، ويشقّ طريقه الخاص في مشروع أو شركة أو إنجاز شخصي.
لكنك في الوقت ذاته قد تقول: “الوقت تأخر لفعل أي شيء” أو “الإمكانيات والبيئة لا تساعدانني” أو حتى تقلل من قيمة نفسك بالقول “من أنا لأصبح مثل هؤلاء الناجحين؟”.
قبل أن نجيبك على سؤالك، دعنا نتفق أن هؤلاء الناجحين هم بشر مثلك، مرّوا بتجارب ومراحل عديدة، وخاضوا صعوبات استحقّوا بعدها لقب “ناجح”. فمن يولد وفي فمه ملعقة من ذهب لا يصنف ضمن الناجحين، إلا إذا جعل الملعقة عشر ملاعق من ذهب!
من مِرآب منزله وصل إلى عنان السماء وأصبح أيقونة يُشار إليه بالبنان!.
“والت ديزني” بدأ مشروعه العملاق في أول استوديو صغير من مرآب عمّه في ولاية كاليفورنيا. وعلى الرغم من أن المرآب كان يتسع لسيارة واحدة فقط، إلا أنه صار مع مرور السنوات أفخم الأستوديوهات في العالم التي شكلت معالم طفولتنا.
المُلهم في القصة أن “ديزني” لم تكن ظروفه جيدة، لكن نجاحه لم يكن محض صدفة، وهدية غير تقليدية من أحد.
رأس ماله الأساسي كان فكرةً خارج الصندوق، وعزيمة لتنفيذها، وصبر طويل واجتهاد.
الشركة العملاقة “أمازون” وُلِدت أيضًا داخل مرآب منزل ذي بابٍ مهترئٍ في واشنطن، وانظر إلى ما آلت إليه مبيعاتها اليوم.
“جيف بيزوس” اقترض المال الذي بدأ به من والديه، ولم يقتنع المستثمرون بفكرة بيع الكتب عبر الإنترنت، وخاف الكتّاب من سرقة جهودهم إذا انتشرت بهذه الطريقة الرقمية.
لكن كلمة السر في هذه القصة كانت “الابتكار”. فالفكرة الجديدة كليًا عام 1995 كانت كفيلة بعد ذلك بلفت الانتباه إليها، وتوسيع وتنوع الخدمات في هذا المتجر الإلكتروني الأول من نوعه، أوصل مؤسسه إلى ما وصل إليه اليوم.
هذان المثالان ما هما إلا جزء بسيط من العباقرة الذين غيروا توجهات البشر كليًا، انطلاقًا من أفكار بسيطة، وإمكانيات أبسط، لكنهم آمنوا بأفكارهم وخططوا لأهدافهم وصبروا.
الإيمان والثقة بالنفس، والشغف لتطوير نفسك ومهاراتك ومستواك المادي المحرك الأول الذي يدفع الشخص إلى التغيير. فإن لم تمتلك الشغف والإيمان الكافي، لا تلق اللوم على الناجحين وتعتقد أنهم فضائيين!
“رغبتك في النجاح هي مفتاحك للعالم الخارجي”
ومن حسن حظّنا أنّ الإبداع متأصّل في ذهن كلّ فردٍ منّا بطريقته الخاصّة، لكنه بحاجة إلى من ينصت إليه ويطلقه بذكاء. فإذا كان بيزوس قد جاء بفكرة المتجر الإلكتروني، ربما تجد أنت فكرة مميزة أيضًا وتعد حاجة أو رغبة ملحة في عصرنا.
وفي عالم شديد المنافسة، طرح الأسئلة التي تقود إلى المعرفة، وتنمية المهارات، والتدريب المكثف سيختصر الكثير من الخطوات نحو النجاح. أما الأفكار التي تنجح في المنافسة، فهي التي تركز على العقبات وتحاول حلّها، مهما كانت بسيطة.
البيئة الاجتماعية والاقتصادية قد تكون داعمًا كبيرًا أو محبطًا وهذا أمر لا يمكن إخفاؤه. لكن أي بيئة مهما بلغت درجة تعقيدها، لابد أن فيها فرصًا غير مكتشفة. كما أن كثرة المشكلات تعني شدة الحاجة إلى حلول خارج الصندوق، وهذه هي فرصتك لتتميز.
من أين تبدأ؟
اسأل نفسك بصدق.. هل ترغب بالتغيير والتطوير؟
إذا أجبتَ بنعم.. لنتفق على أن يكون لديك دفتر الريادة الخاص بك الذي ستستخدمه من الآن فصاعدًا في تدوين ملاحظاتك والنقاط التي أثارت انتباهك، كما ستدون فيه إجابات التدريبات التي ستوضع في نهاية كل مقال، ولنبدأ الآن بأول تدريب: