منذ أحد عشر شهرًا يمرّ قطاعُ غزّة بظروف إنسانية بالغة القسوة، نتيجة الحرب التي خلفت مئات الآلاف من الضحايا والمهجّرين، وتسببت بتدمير شبه كامل للبنية التحتيّة والاقتصاديّة فيه، وإنّ هذه الظروف غير المسبوقة تحتّم على المؤسسات الفاعلة والمبادرات الحيّة أن تسعى لمواجهة التحديات والتخفيف من الآثار القاسية للحرب على الإنسان والبنيان والاقتصاد والبيئة.
ومن هنا جاءت "هاكاثون أدوات الإعمار في غزة" بوصفها مبادرةً حيوية تهدف إلى جمع المهتمين من مختلف التخصصات للعمل معًا على تطوير حلول وأدوات مبتكرة للإسهام في إعمار وتجديد البنية التحتية وتحسين الظروف المعيشية والمجتمعية في قطاع غزة.
هذه المبادرة تنظمها منصة "بدار للريادة المجتمعية" إحدى المنصات التابعة لمؤسسة منار للمشاركة المجتمعية، بالشراكة مع الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين.
إنّ "هاكاثون أدوات الإعمار في غزة" يمثّل فرصةً متميزة في الجهد المؤسسي لتحقيق التعافي لقطاع غزة من خلال جهدٍ علمي منهجي يهدف لخلق خطط مستقبلية شاملة ومستدامة تجمع بين الاحتياجات الإسكانية والاحتياجات المجتمعيّة؛ هذا الجهد يتضمن استخدام تحليلات البيانات وتطوير استراتيجيات تخطيط فعّالة، بالإضافة إلى اقتراح أساليب بناء وأدوات جديدة أو محسّنة تسهم في دعم المعيشة في قطاع غزة، وتوفير حلول مرنة تتكيف مع التغيرات المستقبلية.
وإنّ مبادرة "هاكاثون أدوات الإعمار في غزة" قد افتتحت باب التسجيل للهاكاثون منذ اليوم الأول وحتى الخامس عشر من شهر آب "أغسطس" الجاري، وقد شهد التسجيل إقبالاً كبيراً حيث سجّل أكثر من 2000 شخص من 48 دولة، وأمّا النسب التفصيلية لطبيعة المسجلين فكانت 25% سجلوا بوصفهم فِرَقًا و75% أفرادًا، ولقد كان 54% من المسجلين من الذكور فيما كان 46% من الإناث، وفيما يتعلق بتخصصات المسجلين فقد كانت الغلبة لتخصصات الهندسة بنسبة 60%، علمًا أنّ 90% من المسجلين هم من الطلاب وخريجي الدراسات العليا.
وتتمثل خارطة الهاكاثون بالمراحل الآتية:
ومما يجدر التنويه له أنّه ستتم مقابلة أكثر من 150 فريقاً وفرداً من خلال هذه المبادرة لغاية التقييم، كما نتوقع تشكيل 60 فريقاً على الأقل موزعين على جولتين للهاكاثون، وذلك في آب "أغسطس" وأيلول "سبتمبر" ويأتي التوزيع على جولتين نتيجة الإقبال الكبير في التسجيل في المبادرة والتفاعل النوعي معها. كما نؤكد أنّ هذه الفرق ستعمل على إنضاج وتقديم الحلول النوعية للتحديات التي تواجه الإعمار والظروف الصعبة التي تواجه سكان قطاع غزة. كما أننا نطمح لتبني ومتابعة تنفيذ غالبية الحلول التي سيتم تطويرها في الهاكاثون، وذلك من قبل الجهات المعنية بالإعمار في غزة، هذا وسيتم الإعلان عن تفاصيل اللجنة المعنية بالمتابعة في نهاية الهاكاثون. كما أنّه سيتم إطلاق صندوق للأفكار والحلول التي لم تشارك مباشرة في الهاكاثون لأجل تقييمها ووضع آلية متابعة للاستفادة منها.
يسعى هاكاثون أدوات الإعمار في غزة لأن يكون نقطة تحول في جهود الإعمار بالتعاون مع جميع المؤسسات المعنية لتحقيق التعافي وتجديد البنية التحتية والظروف المعيشية في غزة.
مؤسسة منار للمشاركة المجتمعية
الأحد 18 آب "أغسطس" 2024م
.jpg)
